بقلم : عاصم عرابى 
 
"الأحزاب السياسية , سواء كانت معارضة أو مؤيدة ’ هل يكمن دورها الوحيد , فى المظاهرات والاعتصامات , وخروج قادتها على شاشات التلفاز ليتاجروا ليل نهار بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية ويتاجروا بأهداف الثورة؟
 
هل يكمن دورها الوحيد فى تصديع أدمغتنا بمبادئ وشعارات لا اعتقد أنهم يؤمنون بها؟
 
هل يكمن دورها الوحيد فى الصراع والتناحر على المقاعد فى المجالس النيابية أو حتى رئاسة الجمهورية؟
 
هل يكمن دورها الوحيد فى جلب الصداع للشعب المصرى المطحون؟هل هذا هو الوجه الوحيد للانتماء الحزبى ؟ 
 
أم أن له وجه آخر لا يراه أو بالأحرى لا يريد أن يراه أحد ,لأن هذا الوجه لا يجلب  الشهرة الكافية, أو تحقيق المكاسب السياسية السريعة ,أو لأن هذا الوجه به مشقة لا يريد أن يتحملها أحد.
 
الوجه الآخر للانتماء الحزبى هو الوجه الخدمى , هو الوجه الذى نطبق من خلاله تلك الشعارات البراقة, التى يرددها الجميع على الشاشات الفضية , أم أنهم يريدون أن يقولوا فقط ولا ينفذوا شيئاً مما يقولون ,لماذا لا توجه تلك الأحزاب جزءا من طاقتها لخدمة الشعب ,الذى يتاجرون به ويتاجرون بأحلامه, بل ويتاجرون بدمائه أيضاً.
 
لماذا لا تترك هذه الأحزاب ساحة الاقتتال على المناصب والكراسى إلى ساحة المنافسة فى خدمة هذا الوطن, لماذا لا يوجه هؤلاء طاقة الشباب المهدرة فى الملوتوف وفى عنف لا طائل منه إلا الخراب والدمار ,إلى خدمة الوطن وخدمة شعبنا الذى يستحق ماهو أفضل من هذا.
 
لماذا لا يفكر هؤلاء فى البناء بدلا من إهدار طاقاتهم فى الهدم ؟
 
لماذا لا يطرح كل حزب وجهة نظره وبرنامجه وأفكار شبابه للمساعدة فى نهضة هذه الأمة ؟
 
لماذا لا يساعدون الوزارات فى تنفيذ برامجها وفى حل أزماتها وتوجيهها إذا لزم الأمر؟
 
وإذا كانت هذه الأحزاب على خلاف مع الحكومات ,فلتبتعد عن الحكومة إذن ,وتقوم ببرامجها الخاصة لمساعدة الناس وحل أزماتهم ومشاكلهم الكثيرة جداً. 
 
فلنترك الصراعات قليلا ولنتجه للبناء لأننا نريد أن نبنى الأمة لا نهدمها , وننهض بها لا نقضى عليها .
 
هذا هو الوجه الآخر المهمل للانتماء الحزبى فلنلتفت إليه قليلا فهذا هو وقته ..."

0 التعليقات

إرسال تعليق

إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية