كتب:عاصم عرابى

لقد عانت جميع الشعوب من حكم الطغاة وخاصة الشعب المصرى من عصر الفرعون
الأكبر الذى قال لشعبه أنا ربكم الأعلى وأراد من مساعده هامان أن يبنى له
سلما حتى يتطلع إلى رب موسى ولكن نهايته أن مات غريقا فى مياه البحر بعد
أن أخذه الغرور وأراد أن يعبر البحر خلف سيدنا موسى ومن أسلم معه من بنى
إسرائيل وحتى عصر الفرعون الأخير فرعون هذا العصر مبارك الذى تم خلعه
بثورة شعبية سلمية لم يشهد التاريخ مثلها ومبارك أيضا كاد أن يقول للناس
قولة الفرعون الأكبر أنا ربكم الأعلى لأن الطغاة لا يتغيرون على مر
العصور فالطاغية فى عصر ما قبل الميلاد هو ذاته الطاغية فى العصر الحديث
ولكن السؤ ال الذى يطرح نفسه هل الطاغية يولد كما هو طاغية أم يتم تحويله
وصناعته ؟
وإذا كان الطاغية يتم صناعته فمن الذى يصنع الطاغية ؟
وما السبيل إلى إيقاف هذه الصناعة التى لا تجلب سوى الفقر والخراب والدمار
وما الذى يحول الرجل العادى إلى طاغية بعد أن تكون له السطوة ويستلم
مقاليد الحكم فلو راجعنا تاريخ الطغاة فلن نجد أنهم ولدوا طغاة بل معظمهم
كان أول حكمهم ليس فيه ظلم ولكن مع مرور الوقت تحولوا إلى طغاة لا يعيرون
أى شئ اهتماما سوى كرسيهم الذى يحاربون من أجله ويزهقون الأرواح ويضحون
من أجله بكل غالٍٍ ونفيس مهما تم من إزهاق للأرواح فى سبيل هذا الكرسى
هل يوجد لهذا الكرسى سحر خاص أم أن زبانية الكرسى والحاشية التى تحيط به
هى من تحوله إلى دكتاتور أم أن الشعب هو من يحول الحاكم إلى ديكتاتور
وطاغية أم أن كل هذه الأسباب مجتمعة ....؟؟؟
كل هذه الأسباب هى من تحول أو تصنع الطاغية فالكرسى له رغبته وشهوته فمن
يجلس على كرسى يحكم دولة بأكملها بثرواتها وبرعاياها حتى يشعر أنه
يمتلكهم ومن حقه هو وحده كل هذه الثروات وبالطبع بمساعدة بعض العناصر
الأخرى التى تساهم مساهمة كبرى فى صناعة هذا الطاغية مثل زبانية الطاغية
أو حاشيته وهى لها التأثير الأكبر عليه ولها النصيب الأكبر فى صناعة
الطاغية فحاشيته يتبعون طريق النفاق وطريق المدح المبالغ فيه فهم يوهمونه
بأن شعبه يعيش أزهى عصور الحرية والديموقراطية والرفاهية فى عصره وأنهم
لن يجدوا حاكما أفضل ويصفون ويعظمون ويبجلون فيه حتى يعتقد أنه ارتفع
بكرسيه فوق رؤوس البشر وأنه غير قابل للمحاسبة أو المناقشة وأنه الآمر
الناهى فى هذه البلاد ولا ترد كلمته وهؤلاء الحاشية هم من يزينون له
أخطائه مهما بلغت فداحتها وكل هذا لمصالحهم الشخصية حتى تتاح لهم الفرصة
فى السرقة والنهب كما يشاءون والعنصر الثالث الذى يساهم فى صناعة الطاغية
هو نحن الشعب نعم الشعب يصنع الطاغية فهو الذى يتنازل عن حقوقه سواء خوفا
على لقمة العيش أو كما يقول المواطن البسيط عايز أربى العيال أو جهله
بحقوقه أصلا والذى ساعد فى هذا الجهل الإعلام الفاسد الذى يعتبر من أهم
دعائم النظام الفاسد ومن أهم أذرع الطاغية التى بواسطتها يزرع الجهل
والخوف فى نفوس الشعب حتى لا يتجرا أحد عليه ويزرع فى نفوسهم أنه الوحيد
الذى بيده مقاليد الأمور وأنه الوحيد الذى يجيد القيادة ويجيد التفكير
ويجيد أخذ القرار وأنهم ليس عليهم سوى الولاء والطاعة وإلا فالسجون تزداد
يوما بعد يوم وأساليب التعذيب يتم الابتكار والإبداع فيها فصناعة الطاغية
ووسائل التعذيب هى أكثر صناعة نتقنها فى مصر
لذلك يجب علينا أن نستبدل هذه الصناعة بصناعات أخرى يجب علينا اتقانها
حتى نكون فى مصاف الدول المتقدمة وهى صناعة حرية الرأى وصناعة
الديمقراطية وصناعات أخرى متعددة وكى نهدم هذه الصناعة الهدامة لابد
علينا أن نطهر الإعلام الذى يسعى إلى أجهل الناس وليس علمهم أن نجعل مهمته
الأساسية هى تعريف المواطن بواجباته وفيقوم بها وتعريفه بحقوقها حتى
يطالب عليها لأنه لا يضيع حق وراءه مطالب ولابد أن نتعلم أن نقول كلمة
الحق عند السلطان الجائر حتى لا نحوله إلى طاغية لابد إذا رأينا اعوجاجا
من الحاكم أن نقومه حتى لا يصيبه الغرور ويعرف أن الحكم له اتعابه وأن
الكرسى ليس مريحا كما يظن بل مثقلا بالأعباء ولابد أن نصلح من أنفسنا وأن
نقوم بواجباتنا على أكمل وجه ولابد لنا من تطهير مؤسساتنا من الفساد
والمنافقين الذين يتزعمون هذه المؤسسات .
فيا ترى هل نستطيع إبادة هذه الصناعة واستبدالها بصناعات مفيدة ؟
هذا ما سيقرره كل واحد فيكم لو ثار على نفسه وعرف حقوقه وواجباته حق المعرفة

0 التعليقات

إرسال تعليق

إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية