بقلم : عاصم عرابى
 اوكازيون .. اوكازيون .. اوكازيون
احزاب .. ائتلافات .. حركات
اللى عايز حزب يقف فى الطابور ده، واللى عايز ائتلاف ييجى فى الطابور التانى ... اما اللى عايز حركة فيفوت علينا بكرة، علشان النهاردة زحمة.
اما بقى اللى مش عايز حاجة من دول ... يحاكم محاكمة عادلة ويعدم.
هو ده حالنا فى الوقت الحالى، عاملين زى اللى داخلين معرض احزاب فيه خصومات و
اوكازيونات ... كل اتنين اصحاب يعملولهم حزب ولا حركة ويدخلوا عالم السياسة. وقبل عمل الاحزاب طبعا تطلع تصريحات منهم انهم من ثوار 25 يناير العظيم، وكان بس اللى ناقص انهم يقولوا انهم ماتوا شهدا فى موقعة الجمل.
وبعد كده يطلعوا على الفضائيات والجرايد مع اعلاميين الزفة الكدابة، صناعة مباركية 100%، اللى عايزين البلد كلها اصلا تختلف مع بعضها ... وهو ده فعلا الواقع اللى احنا عايشينه.
يعنى مثلا لما تتكلم مع واحد فى الوقت الحالى او تتحاور معاه، لازم يقولك انت تبع الحزب ده ولا الحركة دى ... وكأن اللى ييتكلم فى السياسة شرط من شروطه انه ينضم الى حزب او حركة، والا فانه لا يفقه شيئا فى السياسة ... وكانه مش من حقنا ان احنا نعبر عن راينا المستقل الذى لا ينتمى الى حزب او حركة، وانما نابع من حبنا لمصر فقط لا غير ..
وكأن الذى لا ينتمى الى حركة او حزب زى ما قلنا قبل كده، يحاكم محاكمة عادلة ويعدم ... طب ليه ؟ هو صاحب الراى المستقل ده مش مصرى ولا ايه ؟

هو انا كمواطن مصرى مش من حقى ان يكون لي رايى المستقل، بعيدا عن الانتماءات الحزبية او الحركية؟ اللى بقت عاملة زى السرطان اللى انتشر فى الجسد المصرى ومش لاقيين له سبب او علاج ..
فكروا معايا شوية ... ايه سبب الوباء ده ؟
انا من رايى ان سبب الوباء ده حالة من الكبت السياسى ولدت انفجار اطاح بالحكم ... وتحول الى العكس تماما بعد ان كان الحزب الوثنى هو الحزب الاوحد فى مصر، وباقى الاحزاب من تابعيه ... اصبح الوضع الآن العكس تماما ... فالاحزاب انتشرت بطريقة مرضية.
لازم علشان تكمل ثورتنا بنجاح نتعلم حاجات كتير ... اهمها لغة الحوار وتبادل الخبرات، ويبقى عندنا يقين من حاجة واحدة: ان راينا او راى اى شخص اخر هو راى بشرى يحتمل الصواب والخطأ، فنحن لسنا الهة او انبياء معصومين من الخطأ.
نحن بشر ومن طبيعة البشر الخطأ والسهو، ولابد ان نقبل الراى والراى الاخر ... ولن ياتى ذلك الا بنشر الوعى بين الشعب المصرى، الناس البسيطة والمثقفة على حد سواء ... لان انا بشوف للاسف ناس مثقفة وماعندهاش ثقافة الحوار وتقبل الاراء، وتقع مسئولية نشر هذا الوعى اولا على عاتق الاعلام من تلفزيون وجرايد ..
بمعنى ان طريقنا للوعى يبدا من الاعلام ثم الاعلام ثم الاعلام ... لذلك لابد من تغيير الاستراتيجية الاعلامية التى يتبعها منذ ايام المخلوع، وهى استراتيجية تفريق الاراء ... ليتبع استراتيجية اخرى وهى السعى الى التقريب بين الاراء وتقبلها، مهما كان مدى الاختلاف، ولنتعلم الحوار بصورة حضارية.
بعد كده بس نقدر نقول ان مصر هيحصل فيها تغيير وتقدم وان ثورتنا نجحت وحققت اهدافها ..
اللى كان اولها واهمها حرية الراى .

0 التعليقات

إرسال تعليق

إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية