"تعلمين جيـّدًا أنّكِ لي أختٌ لم تلدها أمي"

وصلتني الجملة منه عبر الهاتف مرفقة بابتسامة تعوّدت أن أسمع لها صوت من فرط اتساعها ..
كان متفائلـًا أغلب الوقت، و يثير جوّا من الإشراق في المكان الجالس فيه ..
قالها بكلّ قسوة، معتقدًا أنه قال ما يسرّ القلب، و يـُسعد الآذان، و يُذهِب الهمّ ..
قالها و لم تزل ترنّ في أذني سائر اليوم ..

ليست المرة الأولى ..
قالها كثيرًا بلا تلفّظ ..

قالها عندما حكى لي عن حبيبتيه الأولى و الثانية، و أنـّهما آخر النساء اللاتي عرفهنّ، و كأنـّه يحكي لرجل .. 
و قالها عندما شجـّعني على قبول الرجل الذي تقدّم لخطبتي من عام، و بالفعل قبلته بناءًا على تلك النصيحة، و تمّ فسخ الخطبة بعدها ببضعة شهور بعد أن قال لي خطيبي آنذاك: "أين قلبك ؟ .. إنه ليس معـَك"

قالها في كلّ مرّة تمنى لي فيها حياة سعيدة مع زوج صالح يستحقني .
قالها في كلّ مرة انتظرت فيها غيرته، في حين هو في عالم آخر تمامـًا .
قال لي ذات مرّة: "المرأة العزيزة تشتاق إلى الرجل كباقي النساء، إلا أنها تستر أشواقها عمّن لا يقدّرها" ، و هاهو ذا مـُعلـّمي يختبرني بقسوة، و لا يشعر بشوقي الفائر له، و المفروض أن أستر ذلك الشوق عنه ..
هل سأنجح ؟
لابدّ ان أنجح .. لا لشيء إلا للحفاظ على تلك الأخوّة الجبريّة التي إن خسرتها، فقد أخسر صوته إلى الأبد .

كل شيء ينتهي .. حتى فنجان القهوة الذي يذكـّرني سوادها بالحياة، و تعجبني مرارتها لأنها أحلى من واقعي على كلّ حال ..

كفى قهوة .. يجب أن أنام، فغدًا يومٌ يحتاج إلى القوة .
غدًا زفاف حبيبي على ابنة عمه، و يجب أن أذهب، لكي أستر أشواقي كما أمرني، و أخفي عشقي فلا أخسره .
                                            



    بقلم/ أحمـد ماهـر



2 التعليقات

غير معرف يقول... @ 29 يوليو 2013 في 9:28 ص

حلو كتير

غير معرف يقول... @ 5 فبراير 2022 في 5:22 ص

A Video Game That You Should Play If You Want It [VIDEOODL.CC]
This is one of the rarest video games that you'll ever enjoy, at least youtube to mp4 once a month.

إرسال تعليق

إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية