نظر لي -بعينين متفحصتين- سائلا ً: إيه أكتر حاجة بتكرهها ؟
فأجبته على الفور: باكره اسرائيل
_______
أذكر جيدا تلك المقابلة .. برغم مرور وقت طويل عليها
كنت قد أعددت نفسي لها جيدا .. و دعوت الله أن أجتازها بنجاح و يتم قبولي
في هذا النشاط التطوعي بالجامعة
كانوا ثلاثة .. يحدّقون في و يتناوبون عليّ بالأسئلة، حين سألني أحمدهم
(اسمه أحمد) : ايه اكتر شيء بتكرهه ؟
قلت: "باكره اسرائيل" و كتمت ضحكة و تذكرت شعبان عبد الرحيم وهو
يكمل: "حتى لو أتسأل"
لم يكن مبغوضي الأول هو اسرائيل، و لكني آثرت السرعة في الإجابة و لم اهتم
بتحرّي الدقة و الصراحة ..
انتهت المقابلة بابتسامة عريضة من ثلاثتهم و وعد بالاتصال تليفونيا لاحقا
.. غادرتهم بعد المصافحة و سألت نفسي: ايه اكتر حاجة بتكرهها يا ابو حميد ؟
لم أكره في حياتي مثل كرهي لإغتصاب رجل لإمرأة
ذلك الخليط من المقت و الغضب و الغيظ و القرف و الحزن و الأسى و الإشفاق ..
الذي لا أشعر به إلا و انا أسمع أو أقرأ عن حادثة اغتصاب.
_______
أثناء تصفحي لموقع الـ "فيسبوك" .. وجدت صفحة بعنوان "ده مش
نصيبي .. لكن حبيبي "
توقعت أن أجد عدد المعجبين كبيرا ً .. و لكن –للأمانة- استوقفني العدد !!!
إنه تجاوز ربع المليون ببضع عشرات من الآلاف !
طبعا أغلبهم نساء و بنات
تذكّرت -سريعا- عدة حكايات واقعية (سمعت عن بعضها و رأيت البعض الآخر) لرجال
قاموا باغتصاب قلوب نساء، ثم تركوهم بقلوب فاقدة للعذرية و البراءة .. تحت قناع لطيف
و مطلوب و هو الحب
الحب ..
تلك اللفظة العـَظيمة الكـَبيرة المـُلهـِمة المُبهـِجة المُخفـِّفة للآلام
المـُنعِـشة للآمال .. و التي –وللأسف- ضَمُـرَ معناها و جرسها بداخل معظمنا
هل تختلف معي في أن اغتصاب القلوب أشدّ و انكى و أقسى و أضرّ من اغتصاب
الأجساد ؟؟
أحيانا ً أرى هذا الشاب الأنيق الوسيم المتعلـِّم المهذب .. أقذر و اقبح و
أحقر من هذا الشقي الجاهل القبيح الغليظ .. إذا علمت أن الأول خدع فتاة باسم الحب
و غادرها ميتة القلب، و الثاني اغتصب أخرى جنسيا ً.
ستقول ان الاغتصاب له حدّ في الإسلام و هو حدّ الحرابة
و أقول: من قال ان الذنوب تقاس بالحدود ؟
إن الحدود رحمة و تطهير من الله لعبده من ذنبه
هل الكذب له حدّ في الإسلام ؟
.. و هو الذي يُكتـَب مـُعتاده عند الله كذابا
.. و هو من علامات المنافق الأربع
؟؟؟
هي جريمة لا يُعاقِب عليها القانون .. و لكن يعاقِب عليها الله بأقدارِه
العادلة
_______
عندما سألني صديقي الأيمن (اسمه أيمن، و انا اتفائل به يُمنا ً): اكتر حاجة
بتكرهها ايه ؟
أجبته: الإعلام الصهيوني
قال: لماذا ؟
قلت: بأفلامه و أغانيه .. علـّم فتانا كيف يغتصب قلب ابنتنا، و علـّم ابنتنا كيف تبحث عمن
يغتصبها .. عفوا ً .. يغتصب قلبها و عذريتها و براءتها .
و تذكرت المقابلة و السؤال ..
حقا .. كـم أكره اسرائيل !
بقلم/ أحمـد ماهـر
0 التعليقات
إرسال تعليق
إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية