حالة من الإهتزاز كتلك التي تنتاب الشوكة الرنانة عندما تضرب بها جسم صلب.
.. حالة من التخلخل و الإضطراب كتلك التي تنتاب بنت في الثانية عشرة من عمرها عندما تفقد -في لحظة- أبويها و أخيها الأكبر في حادث سيارة كانوا بداخلها من ثوان متجهين إلى المصيف و هم في غاية السعادة
.. حالة من الأسى تشبه نظيرتها التي تتملك رجل يرتدي حُـلـّة أنيقة عندما يسمع أنه خسر كل ماله في صفقته الأخيرة التي راهن عليها، و انه لم يعد يملك من الدنيا إلا الحُلـّة .. فيجد شريط حياته يمرّ من أمامه في أقل من ثانية و يَخلـُص في نهاية تلك الثانية إلى أنه قد تعرض لأكبر عملية نصب في حياته .. لم ينصب عليه رجل و لا امرأة ،... و لكنّها الدنيا
.. إنّها الأستاذ الأكبر في كلّيّة النصب .. هذه الكلية التي تخرج فيها (إبليس) و أعوانه من شياطين الجن و أساتذته من شياطين الإنس  - أعوذ بالله منهم كافة –

سؤال شغلني لبرهة من الـزمن .. كنت في المرحلة الثانوية من التعليم .. و أعجبني السؤال جدا؛ لأن آلاف الأنهار من الحكمة تتفجر من ذلك السؤال

ماذا لو تعرّض وجهك لحرق بالنار أو بسائل كاو، أو تعرّض لأي نوع من التشوّه و صــــــــار لا يُـطــاق ؟؟

دعنا نتفق أولا ً .. ان ذلك وارد جدا ، و دعني أُنفِض عن أُذُنـََيك ذلك الصوت مجهول المصدر القائل لك: تلك الأشياء تحدث للآخرين فقط.
إي نعم .. إنّك ترى على الشاشة أجزاء الجسم من الرجل أو الطفل الفلسطيني -أو السوري- مبعثرة في بركة من الدم على الأرض، فتفزع، ثم سرعان مايعود إليك هدوءك كما كان ..
إنه حتما ذلك الصوت الخفي الذي يطمأنك و يقول لك بجدية يشوبها غضب: هل جننت؟ .. إنه يحدث للآخرين فقط يا أبله
فتتجاهل الكلمة الأخيرة (يا أبله)، و تطمئن بما قاله، و تعود إلى ماكنت تشربه أو تأكله -أيا كان- و بنفس الشهـيّة المفتوحة
نعد لسؤالي المزعج

ماذا لو صار وجهك مثير لإشمئزاز الكبار، و رعب الصغار ؟؟

حقا هو سؤال مزعج .. و لكنه هوى على رأسي يومها، و هاهو يهوي ثانية .. ماذا لو حدث هذا ؟

رأيته أكثر من مرة في محطة القطار (المترو)، و في الجامعة
.. كنت أنزعج عندما أرى وجهه، ثم سرعان ما أشيح بوجهي عنه حتى لا أحرجه أو أجرحه أو أضايقه، ثم لا ألبث أن أختلس النظر إليه ثانية و أتمنى أن أختفي في اللحظة التي يضبطني فيها متلبسا بالنظر إليه
.. أشعر ساعتها و كأني مجرم

.. أفكر قليلا
.. هل تعوّد على نظرات الناس الحارقة له ؟
.. ماذا سيعمل هذا الشاب بعد أن يتخرج .. و أين سيعمل ؟
.. ممن سيتزوج .. هذا إن تزوّج من الأساس ؟
.. ما حاله مع أصدقائه الذين عرفوه قبل الحادث ؟ .. هل العلاقة شابها بعض التغيير ؟ .. هل النظرات كما هي ؟ .. هل فـَتـُرَت بعض علاقاته ؟ .. هل انتهى بعضها ؟ .. هل أصابته أمنية أن يـُـكوِّن علاقات جديدة ؟
.. كيف يتعامل مع الجنس اللطيف ؟، و كيف يتعاملن معه ؟
.. هل ادرك أنه لن يلاعب طفلا حتى آخر يوم في عمره ؟
.. ماذا لو ضاقت به الدنيا و اراد أن يبكي .. يا إلهي .. ماذا لو أراد الصراخ .. إننا لو صرخنا سنجد من يسرع لنجدتنا أو حتى تسليتنا .. و لكنه لو صرخ سيزداد الناس انزعاجا منه و نفورا ..
ياله من شعور
ماذا لو حدث بك ذلك، و تشوّه وجهك ؟
 أأخبرك ؟

ستشعربـ حالة من الإهتزاز كتلك التي تنتاب الشوكة الرنانة عندما تضرب بها جسم صلب.
.. حالة من التخلخل و الإضطراب كتلك التي تنتاب بنت في الثانية عشرة من عمرها عندما تفقد -في لحظة- أبويها و أخيها الأكبر في حادث سيارة كانوا بداخلها من ثوان متجهين إلى المصيف و هم في غاية السعادة
.. حالة من الأسى تشبه نظيرتها التي تتملك رجل يرتدي حُلـّة أنيقة عندما يسمع أنه خسر كل ماله في صفقته الأخيرة التي راهن عليها، و انه لم يعد يملك من الدنيا إلا الحُلـّة .. فيجد شريط حياته يمرّ من أمامه في أقل من ثانية و يَخلـُـص في نهاية تلك الثانية إلى أنه قد تعرض لأكبر عملية نصب في حياته .. لم ينصب عليه رجل و لا امرأة ،... و لكنّها الدنيا
.. إنّها الأستاذ الأكبر في كلّيّة النصب .



0 التعليقات

إرسال تعليق

إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية