فـِراق حتمي مـُتوقــَّع كامل الأركان طويل الأمـَد .. كان نهاية لحبّ بريء جارف صادق صامت .. نسيها في دوامة الحياة .. نـَسِيـَها في باطِن هذا الفراق

.. ظنّ أنـّه نـَسِيـَها ..
.. يخيب ظنـّه و هو يلمحها صدفة في المحطة .. على الرصيف المقابل .. المسافة بعيدة و لا يتمكن من تمييزها .. و لا يستطيع أن يجزم لنفسه أنها هي هي .. تنتظر القطار بينما هو قادم ليحملها بعيد .. تستعدّ للوقوف و من ثـَمّ الركوب بينما هو يكاد يـُجنّ إذ يريد ان يعرف هل هي أم لا ؟؟

.. لن يفعل شيئا ً .. لن يـُلوّح لها و يطلب منها الانتظار حالما يصل إليها و يمسك بكلتا يديها، ثمّ يحتضنها بقدر شوقه و لوعته و افتقاده لها .. لن ينهل ما استطاع من وجهها في هذه الثواني .. لن ينظر لعينيها .. كل ذلك ترف هو يعرف ان الوقت لن يسـَعه ..

فقط هو يريد أن يطمئن أنها بصحة جيدة .. و يريد كذلك أن يرى بقعة هي تواجدت فيها بـُرهة من الزمن ..

قفز واقفا ً قبل أن يفصل بينهما القطار لكي يدقق النظر و يقترب، ثم لم ييأس من التحديق عبر زجاج القطار نفسه بعد أن وقف لكي يعبر ببصره إلى الرصيف .. و لكن مهلا ً ..

.. القطار المقابل قد وصل و ها قد زاد سـُمك السور الفاصل بينهما في ثوان و صار بعرض قطارين بدلا ً من قطار واحد ..
 
 

0 التعليقات

إرسال تعليق

إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية