كتب : هاله سعيد

اعتذر أولاً على انقطاعى لكتابة يومياتى ويرجع ذلك لسببين اولها مرضى أمَّا الثانى الأحداث الجارية الآن فى مصر بداية من أحداث شارع محمد محمود وبعدها مجلس الوزراء ثم الأحداث الجارية من تخوين واتهامات باطلة خاصة اننا اقتربنا من ذكرى ثورتنا العظيمة التى لم تكتمل حتى الآن
..وهذا قد أعادنى إلى ذكريات مؤلمة حدثت لى قبل الثورة فهذه الأيام وتذكرت أننى وكثير ممن عانوا من ظلم وضياع حقوقنا وهتك كرمتنا وحرمننا من حرية الرأى والتعبير بما جعلنا نهرب إلى اليأس وسجنا داخل أنفسنا تتعجبون وتسألون هل الإنسان يهرب إلى اليأس؟! نعم عندما تعيش غريب وطنك عندما تحبس أنفاسك ويحرم عليك الحلم والتفاؤل وتحاسب عليهم وكأنك ارتكبت جرما كبيرا عندما تحرم من حقك كإنسان فى حياة كريمة تجد نفسك تهرب إلى اليأس

..ولذلك سأكتب لكم ما حدث فى هذه الأيام حتى أن بدأت الثورة ..قبل الثورة بشهرين كنت أصبحت حبيسة نفسى أجبرت على ترك الصحافة وتم استبعادى من المؤسسة التى كنت أعمل لأسباب ستعروفنها من يومياتى فيما بعد لم أعرف ماذا أفعل حتى وصل بي الأمر قد عجزت يدى عن مسك القلم وبدأت أجد متعتى فى الإنترنت متابعة الأخبار المشاركة فى مواقع الدردشة برغم علمى أن كل المواقع مراقبة من أمن الدولة وأكد لى هذا الأمر زوجة لأحد ضباط أمن الدولة وتحديدا فى هذا الوقت شددت المراقبة على النت وحذرتنى من التحدث فى السياسة مع أى شخص على النت بصراحة لما أهتم بكلامها وقلت لها (ضربوا الأعور على عينه قال ايه خسارنة خسارنة معدتش تفرق) ..أقول لكم بصراحة برغم أنا كنت بايعة القضية بس كان جويا خوف لأنى أم وأنا المسئولة عن بنتى يعنى أنا الأب والأم ..لكن كنت بقول إزاى بنتى هتعيش فى وسط الظلم ده إزاى أربيها تحب بلدها وتقول الحق وكل يوم نسمع عن انتهاكات فى أقسام الشرطة ومن رجال الشرطة خاصة أنى اتعرض لهذه الانتهاكات إزاى تعيش بنتى مسلوبة الحرية

كتير بنام ودموعى مخنوقة عايزة أصرخ والناس تسمعنى عايزة أقول ليه ساكتين ..وكنت لما بقعد مع صديقاتى ونكلم عن غلاء الأسعار وضغوط الحياة والحياة اللى بتزداد سوء يوم عن يوم أقولهم ليه ساكتين ليه منكلمش ده لو مليون بس نزلوا واعترضوا على اللى بيحصل هنغير أكيد اللى إحنا فيه، وطبعا كنَّا شايفين أى دولة عربيه أحسن مننا حتى لو فيها كبت حريات بس اقتصاديا أفضل لكن إحنا بندعى إن فى حرية رأى والحقيقة ديه كدبة كانوا بيضحكوا بيها علينا وعلى العالم لأن البيه بابا حسنى كان متبع سياسة البراد سيب الناس تكلم وتصرخ وتعتصم وتظاهر ويطلع مسئول بشوية تصريحات وتنتهى المسالة واللى صوته بسمع ويأثر أمن الدولة تعلمه الأدب ..افتحوا قنوات فضائية وأدى تصريحات للصحف بالهبل الإنترنت مجانا سيب الناس تتمتع وتهيس وشوف يا عالم حرية الرأى فى مصر مافيش أحسن من كدة ، آه وألف آه ولأنى كنت شغالة فى التحقيقات كنت عارفة إن خير بلدنا بينسرق وإحنا غفلانين ملهين بالعيال وطلبتهم والمدارس وإنفلونزا الخنازيير ومين غلب مين من فرق كرة القدم ..وكنت تعرفت على شخصين عن طريق النت وبقينا نتكلم فى اللى بيحصل فى البلد ومن الغريب إن واحد منهم عايش برة مصر وابنه ضابط أمن دولة وكان خايف عليه من أنه يظلم بناء على الأوامر علشان كده وجهه لدرسات العليا علشان مكبرش على كدة أمَّا التانى كان تابع لحزب وبطبع مكنش معرفنى اسمه ولا اسم الحزب لأن كان حذر خوفا من أمن الدولة..الحلقة الجاية هتعرفوا ايه اللى حصل لينا على النت مع أمن الدولة

صحفية مغمورة

0 التعليقات

إرسال تعليق

إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية