بقلم : إيمان محمد البستانى
كنت جالسة منتظرة الشروق فوجدت صوتاً يهمس فى أذني ويقول لماذا يا بني آدم تفعلوا ذلك؟؟ وقد أتاكم الله من فضله فقلت وماذا نفعل قال ألم تعرفى ماذا تفعلون؟ فأنتم تركتم ما أمركم به الله وذهبتم فى دنياكم تضحكون وتمرحون وتنسون لماذا
خُلقتم فقلت لا فإننا نعلم خلقنا من أجل أن نعبد الله وقال الله تعالى ) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وإذا كنا نمرح ولكن ليس فى معصية الله ونقوم بأداء فرائضنا ونتبع سنة الحبيب ونبتعد عن ماحرمه الله..

فقال كلاماً جميل تقولوه دائما يا بني آدم فأنتم حافظون الكلام بشكل جيد عندكم البلاغة فى الكلام ولكن أجد الكثير منكم ينطبق عليهم قول الله (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا

فقلت هل لي بسؤال فقال نعم فهذا طبع فيكم تريدون دائما أن تسألوا ورغم علمكم بالشيء تخطئوا أو تتناسوا إنكم على علم به وعند سؤالكم عن معصية قمتم بها تقولون أخطأنا وهنا تذكروا قول الله سبحانه وتعالى( رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) وكأنكم تذكرون الله فقد عند فعل الخطأ، ولكن قبل أن تخطئوا تتجاهلون أن ذلك خطأ.

تبررون أخطاءكم وتقولون إن النفس ضعيفة وتذكرون أيضاً قول الله سبحانه وتعالى "إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّى إِنَّ رَبِّى غَفُورٌ رَحِيمٌ" فقلت أريد أن أسألك فقال اسألي فقلت نسيت...

فقال فأنا الذي أريد أن أسألكِ لكي أفهم ما السبب فى عصيان بني آدم لربهم؟؟ فقلت إننا نخطئ ولكن ليس استهانة بالله ولكن ضعف منا فقال وإلى متى ستظلون كذلك حتى يأتيكم الموت فصمت ولم أجد كلاما وشعرت بأن لساني أصبح عاجزاً عن الكلام..

فقال عجبت منكم يا بني آدم تستخفون من الناس ولا تستخفون من الله فقلت وماذا تقصد؟ قال تسأليني وأنتِ من بني آدم ولكن سأقول لك فبعض الرجال من بني آدم ينظر إلى النساء ولا يغضون أبصارهم إلا أمام من يخشاهم مثلاً زوجاتهم حتى لا يحدث مشاكل بينهم، ولكن مع أنفسهم أو مع أصحابهم ينظرون وكأن الله لا يراهم ولا يخشونه.

وبعض النساء أيضاً تصادق الرجال ولا تصارحن به أمام من تخشاه وكأنهن تناسين قول الله (ولا متخذات أخدان) والزوجة تخون زوجها ولا تخشى غير الزوج، وكذلك الزوج فقال ألم تر ذلك من قبل فقلت بلى رأيت..

حتى حكامكم لايخشون الله ولكن يخشون أن يعرف شعبهم فسادهم فهنا يحزنون لأنه اتضح أمرهم أمام شعبهم ولم يعلم أن أمرهم جلى أمام الله من قبل.

فقلت أتقصدنى بهذا الكلام قال الله أعلم فأنا لا أعلم ما بداخلكم ولكن أنتم يا بني آدم أعلم بأنفسكم.

وبدأ صوته يخفض فقلت تذكرت.. من أنت؟ فقال أهذا سؤالك؟ قلت نعم فقال شغلك من أنا فقلت بالطبع أود أن أعرف فقال أنتم كذلك يا بنى آدم لاتعرفون أنفسكم.

0 التعليقات

إرسال تعليق

إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية