يقلم : أحمد محمدى
* قد تغتر بشيء سهلا بسيطا ولكنك حينما تقدم عليه يعظم عليك أمره ولا تستطيع أن تفعل ذلك الشيء ، هذا الشيء يمكنك ببساطة أن تطلق عليه " السهل الممتنع " .
* فيحنما رأيتها أول مرة كانت كالوردة الفيحاء في الحديقة الغناء فكيف لي أن أميزها أو أن استنشق من عبيرها وهي بين تلك الكوكبة من الزهور . فهي ليست فائقة الجمال وليت فتاه قاهرة المعز لدين الله الفاطمي التي تأسر القلوب حين تراها ويختلف حولها الآراء فقد تجدها إنسانة عادية جدا وتتهمني بالجنون لكتابة مثل هذه الأسطر والموضوع ببساطة أنك لم تري تلك الهالة أو بالأدق لم تشعر بها ويأخذك بريقها ! لا تتعجب وتتعجل علي فهي علي الرغم من بساطة مظرها إلا أن هذه البساطة من النوع الآسر وساعدها علي ذلك تلك الهالة التي ما إن تقترب منها حتي تخطف قلبك وكل جوانحك وتشغل كل تفكيرك وعقلك حتي إنك لتري الأشياء بمنظور مختلف فبعد أن كنت تراها زهرة فيحاء في بستان عامر مليء بالورود تراها نفس الزهرة في صحراء جرداء مكفهرة تستطيع أن تمدك بكل أنواع الحياة ، تري بعينيها كل شيء تلك العينان التي لم أستطع أن أحملق فيهما قط ! – علي الرغم من جرآتي – وتبتسم للحياة بين ثنايا ثغرها الوضاء ويمكن أن الخصها في كلمتين لا ثالث لهما وهما " السهل الممتنع " ذلك السهل الذي لم أستطع من سهولته أن أبوح أمامه بما يجول بخاطري وأكتفيت بكتابة كلمات وأسطر ولكن هيهات للكتابة مهما بلغت من قوة وسحر وبلاغة أن تستطيع أن تعبر عن بلاغة اللسان وفصاحتة فليست البلاغة أن تتكلم بألفاظ غريبة لايفهمك بها القوم ولكن البلاغة أن تكون كلماتك سهلة سلسلة ممتنعة كجمالها .
* أعرف أنني مهما أوتيت من بلاغة لسان وحين تبيان أني لن أستطيع أن أصفها أو أن أصف تلك الهالة المحيطة بها أو أن أعبر عن أي شيء أجده تجاهها ولكن سلواي الوحيد تلك الكلمات والقلم الذي كتبت به لها كل شيء حتي تلك الكلمات .
0 التعليقات
إرسال تعليق
إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية