بقلم : عاصم عرابى 

فى ذكرى السادس من أكتوبر وذكرى النصر العظيم أؤدى تحية اعزاز إلى شهدائنا 
وأبطالنا العظام الذين سطروا تاريخ مصر بحروف
من نور ولكنها من دمائهم ولم يكن منهم من لديه هدف آخر إلا النصر فكانت كلمتهم 
واحدة كما كانت كلمة المسلمين فى موقعة بدر هى إحدى
الحسنيين النصر أو الشهادة 
فكانوا كلهم أبطال من قائد الجيش إلى أصغر عسكرى شارك فى هذه الحرب وسطروا
لنا تاريخ وبطولات لا تعد ولا تحصى فقد سطروها بدمائهم وأرواحهم وقلوبهم فكان 
الجندى الذى يخطر بباله حياة أو موت كان ليس له هدف إلا النصر على أعدائه فمنهم من كان يصلى على نفسه قبل أن يذهب للمهمة حيث لا مجال للتراجع أو الخوف فلم يكن للخوف طريق إلى قلوبهم فكانوا أسودًا فى مواقعهم كانوا صناديدا فى الحرب لا يصدهم عن عدوهم شيئا فكان اليهودى مجرد نظرة فى عين الجندى المصرى يعرف أن هذا الجندى لم يأتى لكى يتراجع إنما آتى لهدف واحد ولن يثنه عنه إلا الشهادة فى سبيل الله .
هؤلاء هم الرجال الذى عندما اتحدث عنهم فتمتلئ نفسى فخرا وعزة وفرحا واتمنى لو أنى كنت من هؤلاء الأبطال هؤلاء هم الرجال الذين كانوا لا يهابون شيئا وكانوا يدخلون فى غمار الحروب لا يصدهم عنها شيئا هؤلاء هم الرجال فى عصرهم أما الآن فنحن نعيش عصر أشباه الرجال وما بالك بأشباه الرجال عندما يتحكمون بمصائر الناس البسيطة ويصيرون رموزًا لأشياء هم أبعد كل البعد عنها فهى فى منأى عنهم فترى بعد قدوتنا العظيمة الذى قام بها شعبنا العظيم والذين استشهدوا فيها هم من شعب مصر وإذا دققت فى أسماء الشهداء فلن تجد منهم لا ناشط سياسى أو مدون يتحدث على الانترنت ويندد ولن تجد الصحفى الذى يكتب مقالاته الرنانة ولا الإعلامى الذى يملأ الفضائيات بصوته الجهورى فسوف تجدهم من البسطاء الذين ذهبوا ليبحثوا عن حريتهم المفقودة ويأتى بعد الثورة وبعد  نجاح جزء من الثورة يأتى أشباه الرجال ويصيرون رموزا وقوادًا لهذه الثورة العظيمة  يلمعون فى فضائياتهم المغشوشة التى لا تراعى و تتاجر باسم الشهيد ويجعلونه بضاعة رائجة فى سوقهم السوداء الذين لا يسعون إلا لمكاسبهم الشخصية ويصير من كان من المتفرجين إلى بطل من أبطال الثورة ويتخيلون أنه كلما وضع كثيرا من الشعارات على صدره أو ظهر فى كثير من الفضائيات كلما ازداد شهرة وصار هو مفجر الثورة والمطالب بالحرية وننسى شهدائنا الذين ذهبت أرواحهم ثمنا لهذه الحرية والذين يستغل هؤلاء دماء الشهداء من أجل مكاسبهم  ومن أجل أن يصيروا أبطالا .
الرجال هم من حاربوا فى أكتوبر المجيدة ومن استشهدوا فى ثورتنا العظيمة أما أشباه الرجال فالكل يعلمهم لأنهم ملئ الشاشات والفضائيات طوال الليل والنهار.
فمتى يعود عصر الرجال كما كان ؟
متى ينتهى أشباه الرجال ليظهر الرجال الحقيقيون فى أماكنهم الحقيقية ؟

0 التعليقات

إرسال تعليق

إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية