شعر : محمد السيد ندا
أسماؤهم فى الذاكرهْ
نبش الأظافر
فى جدار الذكريات العابرهْ
... جلبابُ محمود اليتيم
مرقّعٌ وممزقٌ للركبتينْ
وعيونه لاتستقر على مكانْ
أبدا تراها حائرهْ
فى الحارة الطينية العوجاء
يلعبُ فى الليالى المقمرهْ
هو دائما يحلو له دور الغريبْ
يقفو وراء صحابه أثر الهروبْ
والأمُّ فى الدار الكئيبة
تندب الزمن الكئيبْ
ويتيمُ قريتنا
يعود مع انتصاف الليل
يطرق بابها
فى جيبه تمرٌ وخرّوُبٌ وفول
والعمر غولْ
ينفضُّ مجلسُ نسوة الأشجان
من بعد العشاءْ
وتظلُّ ( خضرةُ ) فى سكون الدار
تنتظر اليتيمْ
ويعود محمود تمزق ثوبهُ
ونباحُ كلب الجار
يعلن فى السكون وصولهُ
.... تتذكر الدار التى كانت تبيتُ بها
بأحضان السرورْ
هذا رغيف ساخنٌ
هذا وعاء الجبن
هذى حزمة الجرجير
هذى قُلّةُ الماء المبرّد
هذا نقش حنّاء الزفاف
على الكعوب وفى اليدينْ
الزوج يغسل من مياه الزير
كوب الشاى
يفترش الحصيرْ
( برّادهُ ) يغلى على (الكانون )
والأشواق ملء عيونها .....
... وتنهّدتْ فى حسرة أشجانها
مسحت دموع الشوق فوق خدودها
سحبت على جسد اليتيم لحافهُ البالى القديم
تركتْ لأهوال الزمان
نوافذ الأحزان تضربها الرياحْ
كشفت لكل العابرين ببابها
صور الجراحْ
وتثاءبت فى لوعة
وعلى شخير يتيمها
جلست يطاردها الوجلْ
فى الظلمة الجوفاء تنتظر الصباح
ولا صباح ولا رباح ولا أملْ
العيد جاء
والأم تختزن الدموع من الشتاء
لتبثها ليل التذكر فى الخفاء
منيطرق الباب الحزين مهنئا
فى ليلة العيد السعيدْ ؟
من يلبس الثوب الجديد ؟
نسجته من أشجانها
ووحيدها
سكنت بأضلعه الحياةْ
محمود عادْ
شبحا يجوب الدار
تسمع صوتهُ
ــ أماه جاء العيد فرحتنا
سأخرج للصحابْ
ضحكاته ترتاد أجواء السكينة
وتكاد تلمس فوق خديه
ابتسامته الحزينهْ
....... لكنها ترتدُّ
تمسحُ دمعة الألم السخينهْ
تتذكر الحمّى التى عصفت
بعمر وليدها ويتيمها ووحيدها
ــ محمودُ مات ...
لم يبق فى الدار الكئيبة
غير بؤس الذكريات
والعيد جاء
وزكاة عيد الفطر تعزية النساءْ
وعلى مسيرة لحظة من قريتى
ضحكات أطفال الأزقة يلعبون
يتسابقون ويمرحون
والدار مغلقة على أم اليتيم
فى ظلمة الأيام تجترّ الشجون .
ديوان أغنية للقرية البعيدة
كتبت فى 15 يونيو 1984
فى أبوظبى
الإمارات العربية المتحدةٍٍٍٍٍٍٍ
0 التعليقات
إرسال تعليق
إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية