علم آل بيت الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله في المناجات ( 1 )« مناجاة التّائِبينَ »
                                                                                                                    د .  التلمساني 
     
بسم الله الرحمان الرحيم
آل البيت حسب رواية السيدة عائشة في صحيح مسلم هم حصريا ( فاطمة وابوها وزوجها وولديها ) ، أي هم أهل الكساء حسب ماورد في الرواية المسنده بسند صحيح ، أي آل البيت هم " الرسول محمد صلى الله عليه وآله ، الإمام علي أبن أبي طالب ، السيدة فاطمة الزهراء ، الإمام الحسن أبن علي ، الإمام الحسين أبن علي " ، وهناك روايات غير دقيقة ومخالفة للقرآن الكريم وموجودة في بعض الصحاح ، منها أن أهل البيت هم بني أبي طالب وبني العباس وبني عقيل ، وروايات تدخل زوجات الرسول ، وهناك رويات أخرى تجمع كل الصحابة وروايات جعلت كل المسلمين هم أهل البيت وهذا لايقبله عقل متفكر لأنه مخالف لنوص القرآن الكريم ، ولا يمكن جزما أن الرسول محمد صلى الله عليه وآله  يخالف القرآن في أحاديثه الشريفة بل كل أحاديثه توافق نصوص القرآن الكريم لانه هو الشارح والمفسر والمعلم للقرآن الكريم وإنه صلى الله عليه وآله [ لاينطق عن الهوى  ] ، وأن الله سبحان وتعالى يقول في محكم كتابة _ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا _  أي أن أهل البيت هم طاهرين مطهرين أذهب الله عنهم الرجس ، وجعلهم الله جل جلاله يعرفون الباطل فيجتنبوه ويعرفون الحق فيتبعوه فهم معصومون عن اجتناب الرجس ، وعلى أساس ذالك فهم حصريا كما روت السيدة عائشة في صحيح مسلم  ، الأنوار الخمسة :
" الرسول محمد صلى الله عليه وآله ، الإمام علي أبن أبي طالب ، السيدة فاطمة الزهراء ، الإمام الحسن أبن علي ، الإمام الحسين أبن علي " ، وهم الشجرة المباركة وعلمهم هو علم النبوة ، الكل يحتاج لعلومهم وهم لايحتاجون علوم أحد ، وكان الوحيد من الخلفاء الراشدين الذي سمي " امام " هو علي أبن أبي طالب " الإمام علي". بعد هذه المقدمة أعرض على القراء  « مناجاة التّائِبينَ »  لللبب للإمام السجاد " علي أبن الحسين أبن علي أبن أبي طالب " ويكنى أيظا زين العابدين وجدته السيدة فاطمة الزهراء ، لنتأمل هذه الكلمات التي يناجي فيها المؤمن ربه ونكتشف العلوم الزاخرة في جهاد النفس وتربيتها لتخضع لخالقها وهي سعيدة بخضوعها ، ويتربى من خلالها الفرد والأسرة والمجتمع والأمة لو ... لم يتم حجب تلك العلوم الربانية عنا... ، ماذا أقول للذين يستمرون  في حجب هذا النور المعرفي عن المسلمين ، بحجج مذهبية زائفة ، منذ أكثر من 1400عام ولحد الساعة إلا أن الله سبحانه متم نوره .
أرجو  قراءة المناجات بإستعداد نفسي وروحي وتفتح عقلي وفكري لكي تصل المتعة الروحية الكاملة لأن كل جملة عميقة في المعاني الروحية .     
اِلـهي اَلْبَسَتْنِى الْخَطايا ثَوْبَ مَذَلَّتي، وَجَلَّلَنِى التَّباعُدُ مِنْكَ لِباسَ  مَسْكَنَتي، وَاَماتَ قَلْبي عَظيمُ جِنايَتي، فَاَحْيِهِ بِتَوْبَة مِنْكَ يا اَمَلي وَبُغْيَتي وَيا سُؤْلي وَمُنْيَتي، فَوَ عِزَّتِكَ ما اَجِدُ لِذُنوُبي سِواكَ غافِراً، وَلا اَرى لِكَسْري غَيْرَكَ جابِراً، وَقَدْ خَصَعْتُ بِالاِْنابَةِ اِلَيْكَ، وَعَنَوْتُ بِالاِْسْتِكانَةِ لَدَيْكَ، فَاِنْ طَرَدْتَني مِنْ بابِكَ فَبِمَنْ اَلُوذُ، وَاِنْ رَدَدْتَني عَنْ جَنابِكَ فَبِمَنْ اَعُوذُ، فَوا اَسَفاهُ مِنْ خَجْلَتي وَافْتِضاحي، وَوا لَهْفاهُ مِنْ سُوءِ عَمَلي وَاجْتِراحي، اَسْاَلُكَ يا غافِرَ الذَّنْبِ الْكَبيرِ، وَيا جابِرَ الْعَظْمِ الْكَسيرِ، اَنْ تَهَبَ لي مُوبِقاتِ الْجَرائِرِ، وَتَسْتُرَ عَلَيَّ فاضِحاتِ السَّرائِرِ، وَلا تُخْلِني في مَشْهَدِ الْقِيامَةِ مِنْ بَرْدِ عَفْوِكَ، وَغَفْرِكَ وَلا تُعْرِني مِنْ جَميلِ صَفْحِكَ وَسَتْرِكَ، اِلـهي ظَلِّلْ عَلى ذُنُوبي غَمامَ رَحْمَتِكَ، وَاَرْسِلْ عَلى عُيُوبي سَحابَ رَأفَتِكَ اِلـهي هَلْ يَرْجِعُ الْعَبْدُ الاْبِقُ اِلاّ اِلى مَوْلاهُ، اَمْ هَلْ يُجيرُهُ مِنْ سَخَطِهِ اَحَدٌ سِواهُ، اِلـهي اِنْ كانَ النَّدَمُ عَلَى الذَّنْبِ تَوْبَةً فَاِنّي وَعِزَّتِكَ مِنَ النّادِمينَ، وَاِنْ كانَ الاِْسْتِغْفارُ مِنَ الْخَطيـئَةِ حِطَّةً فَاِنّي لَكَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرينَ، لَكَ الْعُتْبى حَتّى تَرْضى، اِلـهي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ، تُبْ عَلَيَّ وَبِحِلْمِكَ عَنّىِ، اعْفُ عَنّي وَبِعِلْمِكَ بي، اَرْفِقْ بي اِلـهي اَنْتَ الَّذي فَتَحْتَ لِعِبادِكَ باباً اِلى عَفْوِكَ سَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ، فَقُلْتَ «تُوبُوا اِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً»، فَما عُذْرُ مَنْ اَغْفَلَ دُخُولَ الْبابِ بَعْدَ فَتْحِهِ، اِلـهي اِنْ كانَ قَبُحَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ، اِلـهي ما اَنَا بِاَوَّلِ مَنْ عَصاكَ فَتُبْتَ عَلَيْهِ، وَتَعَرَّضَ لِمَعْرُوفِكَ فَجُدْتَ عَلَيْهِ، يا مُجيبَ الْمُضْطَرِّ، يا كاشِفَ، الضُّرِّ يا عَظيمَ الْبِرِّ، يا عَليماً بِما فِي السِّرِّ، يا جَميلَ السِّتْرِ، اِسْتَشْفَعْتُ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ اِلَيْكَ، وَتَوَسَّلْتُ بِجَنابِكَ وَتَرَحُّمِكَ لَدَيْكَ، فَاسْتَجِبْ دُعائي وَلا تُخَيِّبْ فيكَ رَجائي، وَتَقَبَّلْ تَوْبَتي وَكَفِّرْ خَطيـئَتي بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ . 



0 التعليقات

إرسال تعليق

إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية