رسالة إلى المشير – بعد أحداث بورسعيد

إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، و حاكم البلاد رسميا ً في الفترة الإنتقالية الحالية

المشير/ محمد حسين طنطاوى

تحية، و بعد ،،

        قام شعب مصر بثورة على نظام مبارك الظالم بعد أن فاض بهذا الشعب، و رأى الظلم و الشقاء و الموت بعينيه في عهد هذا اللامبارك، و حقنا ً لدماء المصريين وفقكم الله إلى خلع هذا اللامبارك، و ابدل بكم الشعبَ أملا ً بعد طول قنوط، و فرحا ً بعد طولِ غم ٍ و همّ، و رفعكم الشعب فوق أكتافه و هتف لجيشكم و حمد الله على وجودكم و باهى العالم بكم، و ها هي الدماء التي تم حقنها تسيل أنهارا ً، و ها هو الأمل يتبدّل احباطا ً، و الفرح يتحول نكدا ً و غمّا ً يوما ً بعد يوم، و ها هو الشعب بجميع فئاته و ميوله و تياراته ينال نصيبه من العقاب على الثورة التي قام بها بعد صبر عقود من السنين على العذاب و الحرمان ,,

انت واحد من اثنان عزيزي المشير، إمّـا قاتلا لشعب مصر، و إمـّا مسئولا ً عن كل ما يحدث، و نظرا لأن التهمة الأولى لا تقوم إلا على الظن و الاستنتاجات -و ان كانت بديهية-، و لأني أصدق أن اللا مُبارك و فلوله هم الفاعل الحقيقي، فإني ممن يعتبرونك مسئولا ً عن كل شيء .. صدقا ً لا توجد صفة ثالثة لك .. أنت المسئول عزيزي المشير

.. ألا تؤمن بالتاريخ عزيزي المـُشير ؟؟

.. ألا تدرك أن اسمك سـَيُسطـَر بحروف من قـَطـِران في كـُتبِ التاريخ ؟؟

عزيزي المشير .. إذا كان "خالد سعيد" و "سيد بلال" قد قـُتِلوا في عهد اللا مبارك، فإن الشيخ "عماد عفت"، و "علاء عبد الهادي" طالب الطب قد قـُتِلوا في عهدِك، مع العلم أن الشيخ و الدكتور لم يـُشتـَبَه في أحدهم في تفجير كنائس و لم يكن أحدهما مسجل خطر او مدمن مخدرات كما قيل عن خالد و بلال.

.. و إذا كانت عورات النساء كانت تـُكشـَف في أقسام شرطة اللا مبارك، فإن عوراتهنّ قد تمّ كشفها في شوارعنا في عهدِك.

.. لقد تم قتل "أنس مـُحيي الدين" ذو الأربعة عشر عاما ً في عهدك عزيزي المشير، و انت تعلم ان مثله مرفوع عنهم القلم حتى و إن أذنبوا في حق الله خالقي و خالقك.

.. لقد تم قتل أكثر من ألفان، و إصابة ما يقرب من ثمانية آلاف في عام حكمك، بخلاف من راحوا ضحية الانفلات الأمني في أعقار ديارهم و سياراتهم عزيزي المـُشير.

.. "أبو تريكة" اعتزل الكرة و سار في مظاهرة و هتف بسقوطك و مجلسك .. "أبو تريكة" ترك الكـُرة و صار ناشطا ً سياسيا ً في عهدِك عزيزي المشير .

ألا ترى أن سيـَدك و صاحبك و من تدين له بالولاء –حتما ً- يعمل على تشويه تاريخك، و يحرق حروف اسمك ؟

ألا تغضب لكرامتك عزيزي المشير ؟

ألا تفيق من سكرتِك ؟؟

ألا تريد إنقاذ سيرتك كإنسان فضلا ً عنها كحاكم لمصر في فترة انتقالية ؟؟

أقتـُل مبارك سيدي المشير

أقتـُله و سيرفعك الشعب على أكتافه ..

أقتـُله فشعبنا مُسالِم و سيـُسامحك ..

أقتـُله في مـَيدان عام و احتسِب الأجر عند الله .. عسى أن يغفر لك ..

أقتـُله و صوِّر قتله، و سيسامحك التاريخ، و سيجعلك بطلا لا مـُجرِما ً ..

اقتـُل صاحِبك و سيّدك، و القتل أقل ما يستحق سيدي المشير ..

اقتله و انقـِذ مِصرَ سيدي المـُشير ..

و إن لم تفعل، فانتظر تدبير من أذلّ اللا مبارك
.. انتظـِر غضب شعب صَبـِرَ على ظـُلم أعوام اللا مبارك الثلاثون، و مـُصيبة عامك الذي هو بمائة عام أيها المـُشير.

أحمـد الجنيـدى

Tweet