كتب : عاصم عرابى
قام شعب مصر العظيم بثورة شعبية تاريخية ضربت للعالم كله مثلا فى النضال وفى الصمود وفى اسمى معانى 
البطولة
 وكان شبابها مثلا أعلى لشباب العالم كله من الشرق وحتى الغرب حتى أن كل قادة العالم وكتابه أشادوا بهذه الثورة التى لم تقم بها فئة بعينها أو تيار بعينه إنما قام به شعب بكل طوائفه وكل فئاته
 شعب قرر أن يخرج من
محبسه ويحطم قيده أمام أنظار العالم كله قرر الخروج لتحرير نفسه فى ميدان التحرير
 خرج ليقول للعالم بأسره كلمة واحدة وهى لا
 لا للظلم
 لا للطغيان
 لا للكبت وقهر الحرية ولبطش النظام الفاسد
 لا لسرقة أمواله ونهب ثرواته
  خرج ليعبر عن حريته بثلاث كلمات تغيير حرية عدالة اجتماعية تخفى وراءها كل أنواع القهر والظلم الذى تعرض له هذا الشعب العظيم من نظام لطالما تجبر وظن أنه لن يقدر عليه قادر ولكن فرعون هذا النظام نسى إن بعض الظن إثم وإن عقابه سيكون شديدا ورادعا له وأن هذا الشعب الذى يصبر كصبر الجبال آن له أن ينفجر ويخرج ما بداخله من حمم فى وجه الطغيان
 ولكن كان أكثر ما يميزنا هو روحنا هو تكاتفنا هو وقوفنا يداً واحدة فى وجه الظلم والطغيان وهذه هى روح التحرير التى أتحدث عنها والتى لا نريدها فقط داخل الميدان فما الميدان إلا أرض طهرت بدماء الشهداء ولكنه ميدان صغير لا أريد أن تنحصر روحنا المتكاتفة داخله فقط ولكنى أريدها أن تخرج إلى ربوع مصر المحروسة تخرج لفتيانها ولرجالها ولنسائها تخرج فى كل الأزقة تخرج فى كل الشوارع وتدخل كل البيوت وكل الحارات أريدها فى قلب كل مواطن يسكن قلبه حب مصرى ويجرى فى عروقه مجرى الدم أريدها فى بناء هذا البلد
 ولكننى أسمع هذه الأيام كل فترة يخرج علينا من يقول نريد إحياء التحرير نريد عودة الميدان وعندما تقول له كيف نحيى التحرير وكيف نعيد الميدان يجيب عليك ويقول أن نعتصم داخله  وكل جمعة تليها جمعة أخرى لأسباب لا اعتقد أنها تساهم فى البناء ولا اعتقد أنها طريقنا إلى الديمقراطية فطريق الديمقراطية أقره شعب مصر عندما خرجوا إلى لجان الانتخابات ليدلو
 بأصواتهم بعد أن عرفوا معنى الحرية وعرفوا أن صوتهم له قيمة ومن الممكن أن يغير فى مجريات الأمور والأحداث وبعد أن عرفوا أن كلمتهم هى الأولى فمصر يا أخى لا تريد إحياء التحرير ولكنها تريد روح التحرير فى كل مواطن مصرى نريد روح التحرير داخلنا نريد روح التحرير تعود عندما كل مصرى يتقن عمله ويضع نصب عينيه كلمة واحدة فقط مكونة من ثلاثة حروف ولكنها من دماء شهدائنا وهى مصر نريد عودة روح التحرير ولا نريد عودة الميدان فالميدان باقى ولن يسلبه ولكننا نريد البناء
 ونريد التقدم لمصرنا الحبيبة فأخى وصديقى وجارى الحبيب يا شريكى فى الوطنية أيهما تفضل
 إحياء الميدان .... أم إحياء الوطن؟

0 التعليقات

إرسال تعليق

إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية