يسير ليلا في شوارع العاصمة ..
يبحث عن مكان هادئ ، و يا حبّذا لو كان شاعريّا ً ..
ليس ليقضي فيه وقتا ً مع حبيبته الجميلة رقيقة المشاعر التي تشبه (البسكويت) في روحها الهشة ، و تفوق القمر جمالا ً ، و تذكّره بالدفاتر المحاسبية عندما يرى أخلاقها و مبادئها ..
لا يسعى ليجلس مع تلك الحبيبة التي بها كل ما يتمناه في شريكة حياته
.. لأنه –ببساطة- بلا حبيبة
و لايبحث عن حبيبة، مع أنه يحتاج بشدة لها و برغم معرفته لهذا الاحتياج
..هناك شيء ما بداخله يحدّثه بأنها موجودة ، و لكنه لا يبحث عنها
.. ربما لا يبحث لأنه يرى عدم البحث عنها هو أفضل وسيلة للوصول إليها
.. و قد يكون يخشى الوصول إليها
.. قد يكون صار يخشى الحب و التعلق بالناس
قد يكون ..
هو لا يعلم .. الله أعلم
.. الشاهد .. أنه يبحث عن مكان هادئ ليقضي فيه وقتا ً مع نفسه
.. لقد افتقدها كثيرا ً في الفترة الأخيرة
.. إنه على وشك أن يفقدها تماما ً.. و ذلك يرعبه حقا ً
.. إنه شخص شديد الارتباط بالأشياء و بالأشخاص .. أخشى مايخشاه أن يفقد شيئا ً أو شخصا ً ارتبط به و اعتاد عليه .. فما بالك لو كان هذا الشئ أو الشخص هو نفسه ؟؟؟
أين يجلس ؟؟
تذكّر "هيرودوت" ... لقد ذكر الرجل شيئا ً ما عن النيل و عن مصر .. نعم .. لقد قال : مصر هبة النيل
"عندما قرأ تلك المقولة و هو صغير ، تعجّب ... لِما لم يقلها هيرودوت بالعكس : النيل هبة مصر ؟ .. فمصر أكبر من النيل و هي تحوي النيل بداخلها .. و لكنّه عندما كبر ، عرف أن الماء هو الذي يصنع الحياة بالمكان الموجود به .. و ليس العكس
.. بحث عن هذا النهر الذي صنع الحياة بمصر
.. بحث عن هذا النهر الذي سُمِّيَ على اسم أحد أنهار الجنة
.. بحث عن أطول و أشهر نهر على الكرة الأرضية
______
نزل من سيارة الأجرة و عبر الطريق ، و مشى بجانب كورنيش هذا النهر ..
ليس ليقضي فيه وقتا ً مع حبيبته الجميلة رقيقة المشاعر التي تشبه (البسكويت) في روحها الهشة ، و تفوق القمر جمالا ً ، و تذكّره بالدفاتر المحاسبية عندما يرى أخلاقها و مبادئها ..
لا يسعى ليجلس مع تلك الحبيبة التي بها كل ما يتمناه في شريكة حياته
.. لأنه –ببساطة- بلا حبيبة
و لايبحث عن حبيبة، مع أنه يحتاج بشدة لها و برغم معرفته لهذا الاحتياج
..هناك شيء ما بداخله يحدّثه بأنها موجودة ، و لكنه لا يبحث عنها
.. ربما لا يبحث لأنه يرى عدم البحث عنها هو أفضل وسيلة للوصول إليها
.. و قد يكون يخشى الوصول إليها
.. قد يكون صار يخشى الحب و التعلق بالناس
قد يكون ..
هو لا يعلم .. الله أعلم
.. الشاهد .. أنه يبحث عن مكان هادئ ليقضي فيه وقتا ً مع نفسه
.. لقد افتقدها كثيرا ً في الفترة الأخيرة
.. إنه على وشك أن يفقدها تماما ً.. و ذلك يرعبه حقا ً
.. إنه شخص شديد الارتباط بالأشياء و بالأشخاص .. أخشى مايخشاه أن يفقد شيئا ً أو شخصا ً ارتبط به و اعتاد عليه .. فما بالك لو كان هذا الشئ أو الشخص هو نفسه ؟؟؟
أين يجلس ؟؟
تذكّر "هيرودوت" ... لقد ذكر الرجل شيئا ً ما عن النيل و عن مصر .. نعم .. لقد قال : مصر هبة النيل
"عندما قرأ تلك المقولة و هو صغير ، تعجّب ... لِما لم يقلها هيرودوت بالعكس : النيل هبة مصر ؟ .. فمصر أكبر من النيل و هي تحوي النيل بداخلها .. و لكنّه عندما كبر ، عرف أن الماء هو الذي يصنع الحياة بالمكان الموجود به .. و ليس العكس
.. بحث عن هذا النهر الذي صنع الحياة بمصر
.. بحث عن هذا النهر الذي سُمِّيَ على اسم أحد أنهار الجنة
.. بحث عن أطول و أشهر نهر على الكرة الأرضية
______
نزل من سيارة الأجرة و عبر الطريق ، و مشى بجانب كورنيش هذا النهر ..
.. مشى كثيرا ً باحثا ً عن النيل ، لكي يجلس مع نفسه التي افتقدها ........... و لكن
))لم يجده!! ((
.... لم يصدّق في بادئ الأمر ... لأن أحدا ً لم يخبره بأنّ نهر النيل فُقِدَ و لم يعد موجودا ً
لقد وجد شيئا ً آخر
وجد ترعة مليئة بالقمامة و جثث المنتحرين الذين لم يتحمّلوا الحياة على الأرض مع البشر ، ففضّلوا الموت في المياه مع السمك .
وجد مراكب قبيحة المنظر –برغم تلألؤ الأضواء الملونة فيها- ... هذه المراكب تنبعث منها أنكر الأصوات التي تغنّي أقبح الكلمات عن أقبح المواضيع على أقبح الألحان .
وجد مجموعة من نجوم السجون و دور الأحداث و من يُطلِق عليهم المجتمع أطفال الشوارع .. وجد كل هؤلاء يحتلون كورنيش هذا النيل لكي يبيعوا أي شئ للعاشقين الذين يملئون الأرجاء و الأركان بل و الشقوق .... العاشقين الذين إن سألتهم عن مشكلتهم سيجيبون بأنها المكان الذي يجمعهم ، و هم لا يدركون أن المشكلة تكمن في الوقت لا المكان ... تكمن في أنهم لا يعيشون في عصر الحب .
.. إنّه جاء ليبحث عن نهر النيل على أمل أن يجد نفسه وهو ينظر إلى النهر ، و لكنه لم يجد نفسه و لم يجد النهر
.. نظر في ساعته و أشاح بوجهه عن تلك المياه و انصرف متّجها ً إلى بيته و على وجهه أمارات الحسرة و الحزن و التعجّب أيضا ً ، فهو يعجب من هذا الذي اكتشفه
لقد اكتشف : أنّه في الوقت الذي يخشى فيه أن يفقد نفسه ، يفقد العالم أغلى ما لديه .................. يوميا ً
))لم يجده!! ((
.... لم يصدّق في بادئ الأمر ... لأن أحدا ً لم يخبره بأنّ نهر النيل فُقِدَ و لم يعد موجودا ً
لقد وجد شيئا ً آخر
وجد ترعة مليئة بالقمامة و جثث المنتحرين الذين لم يتحمّلوا الحياة على الأرض مع البشر ، ففضّلوا الموت في المياه مع السمك .
وجد مراكب قبيحة المنظر –برغم تلألؤ الأضواء الملونة فيها- ... هذه المراكب تنبعث منها أنكر الأصوات التي تغنّي أقبح الكلمات عن أقبح المواضيع على أقبح الألحان .
وجد مجموعة من نجوم السجون و دور الأحداث و من يُطلِق عليهم المجتمع أطفال الشوارع .. وجد كل هؤلاء يحتلون كورنيش هذا النيل لكي يبيعوا أي شئ للعاشقين الذين يملئون الأرجاء و الأركان بل و الشقوق .... العاشقين الذين إن سألتهم عن مشكلتهم سيجيبون بأنها المكان الذي يجمعهم ، و هم لا يدركون أن المشكلة تكمن في الوقت لا المكان ... تكمن في أنهم لا يعيشون في عصر الحب .
.. إنّه جاء ليبحث عن نهر النيل على أمل أن يجد نفسه وهو ينظر إلى النهر ، و لكنه لم يجد نفسه و لم يجد النهر
.. نظر في ساعته و أشاح بوجهه عن تلك المياه و انصرف متّجها ً إلى بيته و على وجهه أمارات الحسرة و الحزن و التعجّب أيضا ً ، فهو يعجب من هذا الذي اكتشفه
لقد اكتشف : أنّه في الوقت الذي يخشى فيه أن يفقد نفسه ، يفقد العالم أغلى ما لديه .................. يوميا ً
0 التعليقات
إرسال تعليق
إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية