بقلم : نور الهدى
ماهو إلا تعبير يشير إلى “الأزدواجية”
قد تبدو الكلمة  كبيرة عند الوهلة الأولي
ولكنها تُعبر عن صفة أصيلة في الجميع
فكلنا يعانى من الأزدواجية …. وإن لم نشعر بذلك
أزدواجية فكر…… وازدواجية مشاعر
فإن نظرنا بدايةً على المستوى العالمى العام
تجدُ أن

الشعب الذى ينادى ويصيح من أجل حقوق ورعاية الحيوان
ويهبُّ واقفا من أجل فصيلة من الحيونات مهددة بالانقراض
هو نفسه الذى يساند من يُلقون بالقنابل فوق رؤوس الأطفال  …  ولا يترددون فى إبادة شعبٍ بأكمله
هم نفس الأشخاص  بنفس العقل والقلب
وآخرون يملأون العالم صراخاً ينادون بحرية المرأة وإعطائها  قيمتها
وفى الوقت ذاته جعلوا المرأة لا قيمة لها إلا جسدها
فهى إن لم تكن صالحة للعرض فى فاترينات الجميلات … فلا حياة لها ولا قيمة
ينادون بتحريرها ……. ويجعلونها عبدةً لأهواءهم و سجينة لعيونِهم
———————–
أمَّا على المستوى الفردى
فهناك أيضاً ازدواجية  ……. ولعلها تكون انعكاساً  للمجتمع
فتجد من ينتقد الآخرين على سلوكٍ معين
لا يتورع على أن يقوم هو نفسه بنفس السلوك
ولكنه يجد لنفسه ألف مبرر
فى حين لا يري للآخرين أى عذر
وأيضاً قد نجد من يملأ الدنيا صراخاً وعويلاً إن جرحه أحد  بكلمة
ولكنه لا تهتز له شعرة  وهو مصوب مسدس الكلمات إلى قلب شخصٍ آخر  …………
 ويجد لنفسه ألف حق
فدائما له ظروفه التى تُجبره على إيلام الآخرين
فى حين ليس من حق أى شخص أن يقترب منه بشئ
لا أعلم إن كانت هذه “الازدواجية “….أو لعلنى أقول” الفصام ” العام  ….هو شئ يُفرضهُ العصر
أم هو شئٌ فطرى فى النفس البشرية ؟؟؟؟؟؟؟؟
 تجدُ أحدهم  في يومٍ ما  شخصاً هو أشبه بالملاك
ولا يلبث أن تجده فى يوم آخر لا ينقصه سوى أنياب
لتراه فى صورةٍ أخرى .. أبعد ما يكون عن الآدمية
فما أعجب تلك النفس التى تجمع الضدين  !!
فلا يحق لنا أن ننتقد المجتمعات التى تعانى من الازدواجية
ولكن لننظر لأنفسا أولاً
سنرى شخصاً بألف وجه !!!!!

0 التعليقات

إرسال تعليق

إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية