مشاركة : أيمن صقر
هداية الألباء إلى حكم الاتكاء
""قال في ((النهاية)): ((المُتَّكئ في العربية كل من اسْتوى قاعدًا على وِطاءٍ مُتمكنًا.
والعامَّةُ لا تَعرِفُ المُتكِئ إلاَّ مَن مال في قُعوده مُعتمِداً على أحد شِقَّية.
وأصله من الوِكاء وهو ما يُشَد به الكيس وغيره، كأنه أوكأ مَقْعَدَته وشدّها بالقعود على الوِطاَء الذي تحته)).
وقال المناوي في (الفيض): ((واعلم أن الاتكاء أربعة أنواع الأول أن يضع يده على الأرض مثلا الثاني أن يتربع الثالث يضع يده على الأرض ويعتمدها الرابع أن يسند ظهره وكلها مذمومة حال الأكل لكن الثاني لا ينتهي إلى الكراهة وكذا الرابع فيما يظهر بل هما خلاف الأولى))"".

ومن التراث البدوي اليكم السبب الشائع بين عامة البدو في الإتكاء (التكويعه) دون إستأذان مسبق والذي يرجع الى قصه مورثه يرويها الحافظين الوارثين لتراث الأجداد
تحت عنوان "إحنا شارينها بناقه"
أي ان الإتكاء له ثمن مدفوع مقدماً وما دام السؤال قد إنطرح فلابد من عرض الإجابه على السائل حتى يعلم أن احد البشوات الأغنياء إتخذ من البدو صديقاً كان دائم الملازمه له لا يستريح ليله أو نهاره إلا وجلس معه فغضب بعض عالية قومه وأنكرو عليه ذلك وذكروا البدوي عنده بما هو ليس فيه حتى جاء اليوم الذي أراد الباشا أن يستبعد صديقه بطريقة أدبيه وأسلوب غير جارح للمشاعر فطلب منه مطلباً تعجيزي يصعب على البدوي تنفيذه حسب ظنه
فقال له البدوي أطلب ما شئت فكان مطلبه "جمل" بمواصفات خاصه لا تتوافر في أبل البلد التي يسكنها وعلى الفور سافر البدوي الفطن الى دولة مثل السودان وقام بإحضار الجمل بمواصفاته المطلوبه وزاد عليه من خالص ماله ناقه (أنثى الجمل)
فسئله الباشا لماذا جئت بالناقه؟
فأجابه البدوي إنها رفيقة الجمل التي لا غنى له عنها فقال وما ثمنها؟
قال له البدوي بسيط جداُ هو أن أتكئ بجوارك عند قدوم خصوم قومك المغرضين
فقال له لك ما شئت وعندما أتو الى الباشا وشاهدوه يلعب مع صديقه البدوي وهو متكاً على شقه الايمن (مكوع) اصابتهم الدهشه والزهول وهم يتسائلون ماذا فعلت حتى تنال هذه المكانة؟
قال لهم "لقد إشتريتها بناقه" أي (التكويعه) الإتكاء ومنذ هذا التاريخ يردد شيوخ القبائل وكبار العوائل البدويه هذه القصه في مجالسهم وإذا كان في ضيافتهم من هو غير بدوي قيل له " إتكئ إتكئ" (كوع كوع داحنا شارينها بناقه) والله اعلم.
المصدر: وادي النطرون في مرآة التاريخ (سلسله تاريخيه)

1 التعليقات

غير معرف يقول... @ 19 فبراير 2013 في 7:54 م

ولا وحده

إرسال تعليق

إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية