بقلم : أحمد ماهر
نظر لي -بعينين متفحصتين- سائلا ً: إيه أكتر حاجة بتكرهها ؟
فأجبته على الفور: بكره إسرائيل
_______________________
أذكر جيدا تلك المقابلة .. برغم مرور وقت طويل عليها
كنت قد أعددت نفسي لها جيدا .. و دعوت الله أن اجتازها بنجاح و يتم قبولي في هذا النشاط التطوعي بالجامعة
كانوا ثلاثة .. يحدّقون في و يتناوبون عليّ بالأسئلة، حين سألني أحمدهم
(اسمه أحمد) : إيه اكتر شيء بتكرهه ؟قلت: "بكره إسرائيل" و كتمت ضحكة و تذكرت شعبان عبد الرحيم وهو يكمل: "حتى لو أتسأل"
لم يكن مبغوضي الأول هو إسرائيل، و لكني آثرت السرعة في الإجابة و لم أهتم بتحرّي الدقة و الصراحة ..
انتهت المقابلة بابتسامة عريضة من ثلاثتهم و وعد بالاتصال تليفونيا لاحقا
.. غادرتهم بعد المصافحة و سألت نفسي: إيه اكتر حاجة بتكرهها يا أبو حميد ؟
لم أكره في حياتي مثل كرهي لاغتصاب رجل لامرأة
ذلك الخليط من المقت و الغضب و الغيظ و القرف و الحزن و الأسى و الإشفاق .. لا أشعر به إلا و أنا أسمع أو اقرأ عن حادثة اغتصاب.
_______
أثناء تصفحي لموقع الـ "فيسبوك" .. وجدت صفحة معجبين(Fans) بعنوان "ده مش نصيبي .. لكن حبيبي "
توقعت أن أجد عدد المعجبين كبيرا ً .. و لكن –للأمانة- استوقفني العدد !!!
إنه تجاوز ربع المليون ببضع عشرات من الآلاف !
طبعا أغلبهم نساء و بنات
تذكّرت -سريعا- عدة حكايات واقعية (سمعت عن بعضها و رأيت البعض الآخر) لرجال قاموا باغتصاب قلوب نساء، ثم تركوهم بقلوب فاقدة للعذرية و البراءة .. تحت قناع لطيف و مطلوب و هو الحب
الحب ..
تلك اللفظة العـَظيمة الكـَبيرة المـُلهـِمة المُبهـِجة المُخفـِّفة للآلام المـُنعِـشة للآمال .. و التي –وللأسف- ضَمُـرَ معناها و جرسها بداخل معظمنا
هل تختلف معي في أن اغتصاب القلوب أشدّ و انكى و أقسى و أضرّ من اغتصاب الأجساد ؟؟
أحيانا ً أرى هذا الشاب الأنيق الوسيم المتعلـِّم المهذب .. أقذر و اقبح و أحقر من هذا الشقي الجاهل القبيح الغليظ .. إذا علمت أن الأول خدع فتاة باسم الحب و غادرها ميتة القلب، و الثاني اغتصب أخرى جنسيا ً .
إن الثاني قد يـُعذر لما أثارته نوعية ملابس الفتاة أو أي شيء آخر .. و لكن ما عـُذر الأول ؟!!!
ستقول إن الاغتصاب له حدّ في الإسلام و هو حدّ الحرابة
و أقول .. من قال إن الذنوب تقاس بالحدود ؟
إن الحدود رحمة و تطهير من الله لعبده من ذنبه
هل الكذب له حدّ في الإسلام ؟
.. و هو الذي يُكتـَب مـُعتاده عند الله كذابا
.. و هو من علامات المنافق الأربع
؟؟؟
إنها جريمة لا يُعاقِب عليها القانون .. و لكن يعاقِب عليها الله بأقدارِه العادلة
_____________________
عندما سألني من -فترة قريبة- صديقي الأيمن (اسمه أيمن، و أنا اتفائل به يُمنا ً): اكتر حاجة بتكرهها إيه ؟
أجبته: الإعلام الصهيوني
قال: لماذا ؟
قلت: علـّم فتانا كيف يغتصب قلب ابنتنا .. و علـّم ابنتنا كيف تبحث عمن يغتصبها .. عفوا ً .. يغتصب قلبها و عذريتها و براءتها .
و تذكرت المقابلة و السؤال ..
حقا .. كـم أكره إسرائيل !
حقا .. كـم أكره إسرائيل !
0 التعليقات
إرسال تعليق
إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية