شعر: محمد السيد ندا
تمشى الأشجار
ولا تتوقف مسرعة
نحو المنحدر الرملىْ

تنام سفينة قرصان

نصف الصارى تحت الأحجار
نصف شراع ممزوق
من ريح هبت قبلا

أعشاب الحقل الصفراء

كانت زادا ملحيا للفقراء
البئر انطلق إلى البحر
الأصحاب الباقون على قيد العمر
إلى الشطآن
الموج ملاذ الناجين
من الصحراء

2


مدينة أبنية

تتكثف أبخرة
تتبدد فى جو مشحون بالصمت
... هجرتْ عاشقة التجسيد
حدود الشكل المعروف
لكل الأشكال
سفر فى درب منحدر
نحو الأنواء
.... تاهت عين الراعى
فى رؤيا شبحية
... غامت فى حلم وردى
ممزوج ببخور أسطورىْ
... أفلتت القطعان
كانت عين الراعى لا تغفل
تمتد النظرة إشعاعا
تحتضن الأغنام الشاردة
وآفاق الأمكنة
بلا جهد
لكنّ النوم الآن
أفلت كل سلاسلنا الصدئة
فانهار الإمكان

3


من عشق النظرات الأولى

من مقلتها
لم يشرب بعدالرؤية
فى حان

4


قمنا نغتسل صباحا

عينان ... بنهر الزنبقة البيضاء
الأفق احتضن بياض العينين
... صدنا من عطر مجال الشوق
هيولي ا الوردة
حمراء الخدين
ذاكرة الشمّ انتشقت فانشقت
عن كل العطر الكامن
فى كل حدائق كون الورد
... تدلّت من شمس المشرق
أشرعة أشعّة بحر اللون الأحمر

... غاب الحسُّ الظاهرُ

فى بطن الحس الباطن
فاهتز البئر الساكن
مرآة تتماوج وردا أحمر
إلا واحدة
أزهى من كل الألوان
فمتى أختار ؟؟؟

5


سأعدُّ العدّة منذ الآن

لرحلتنا الليلية
فمتى ألقاك ؟
.. الآن وقبل الآن وبعد الآن
نرتاد الحقل النجمىْ
نذوق الضوء الشهدىْ
الكأس اللبنىْ
لكنك يافاتنتى
لم تعترفى إلا بالماء
ولأنك نبعٌ
لن أشرب إلا عطشا
وإذا أروى عطشى ــ النيران ــ
ستطفؤنى قطرهْ
... لكنى سأعد العدة للترحال
لا أقرب منك سوى معرفة
أتفرّج لا أعرف سببا
أتنفس لا أعرف ريحا أو نسما
أصحو لاأعرف صحوا أو نوما
.... أطيابك فى الغرفة تحضرنى
وأثيرك بالإشعاع يطوقنى
أخشاك ـ وأعرف
أنّ عيونك إذ تبصرنى
تخجلنى
عار دوما
لايسترنى حتى ليلى
يكشفنى
ونهارى
يسترنى
زيفى برداء الوحشة
يغمرنى
ياوردة شمسى
جمرة حسى
صرخة همسى
موعدنا الأمس الآن غدا
رحلتنا تبدأمنذ اليوم الأول
والساعات الأولى
من فجر فى غيب
وشهود لا ريبْ
وشروق من غرب
... هل نبدأُ من قبلْ ؟
أو نبدأ من بعد ؟
لن أتأخر
سأراك

6


نرضى بقليل من تمر الواحة

زادا للرحلة
للقافلة الجائعة العطشانه
وكثير من دخان الأشجار المحترقة
..... سادتنا قالوا :
إن الإستغراق مع الترحال يداوينا
يحمل عنا عبء الجسد
المتخم ألما
قديجد الراحل كوخا
لطبيب غيّبه الوقت
يعرفنا من سحنتنا المقلوبه
وبداهتنا المسلوبه
نشرب إكسير المعرفة المطلوبه
من قطّاع طريق الموت

7


يُلبسُنا الترحال

ثياب الفصل المخفىْ
نبدو صيفا والقلب شتاء
عطشى من شرب الماء
غرقى فى رمل الصحراء

8


غائبة أنت الآن

ساءلت الليل على الأبواب
ردت أصداء صرير الباب
ونافذة الأنسام
وجدران البيت
قالوا : خرجت
ــ من أصحب يا أحباب ؟
ـ إصحب من شئت ولا أحد سواها
... لغز الألغاز ولا حل

9


إسأل فى بيتك عنها

قلوا : هجرتْ ... رحلتْ
تتشابك خطواتى بالدرب
مفتقدا من وعدتْ

10


...... تمشى الأشجار

ولا أمشى
ترتحل جبال وتلال
وأنا منتظرٌ إشراقة بسمتها
وأشعة نظرتها
مرهون دوما بلقاء

11


أتصيّدُ فى الشبكةْ

من موج
الرؤية حركهْ

... يتداخل لون الوردة

رائحة الوردة
.. تنهمر الأنداء
فأشمُّ اللون
أصيخ السمع الخافى
للنبض العطرىْ
أتذوقُ لغة الإشراق

فاتنتى مدّت من شرفتها

فى سرّى نظرهْ
وانبعثت من كل الأنحاء
فعرفتُ بأن الرحلة بدأت من قبل الميلاد
وبأنك أنت أنا
وأنا أنت
لايفصلنا حتى الموت

إن غبت شهدتُ بعينيك

ولمستُ الورد بخديك
إن تهتُ فصحرائى أنت
إن عدتُ فللنبع الرقراق
... هل صمتا تتكلم فيه الأعماق ؟
أم أن الأمر
مجرد لحظة إشراق ؟

12


إشرب واطرب

وردك طيب
واكتم سرك
ستبوح به كل الآفاق

0 التعليقات

إرسال تعليق

إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية