بقلم : عبد السلام جابر
بسم الله الرحمن الرحيم
مساحة  رأى شارك معنا بمقالك ورؤيتك ووجهة نظرك
أنا كنت عايز اوجه كلامى لكل الناس اللى عنده تخوف من الجماعات الإسلامية وعلى وجه الخصوص جماعة الإخوان المسلمين وارجو أن يعلم الجميع أن كلامى هذا ليس دفاعا عن قوم ولا إساءة لأحد إنما هو تصور ورؤية من خلال نظرة محايدة لكل الأطياف السياسية على الساحة المصرية .
مبدئيا فيما يتعلق بموضوع الدولة المدنية والدولة الدينية والمثار حاليا على برامج التوك شو وكذا من جانب القوى اليبرالية والعلمانية وإلى غير ذلك
فقولا واحدا الإسلام لايعرف إلا الدولة المدنية والدولة فى الإسلام دولة مدنية فلو تأملنا أيها السادة الكرام فى الدولة التى أقامها النبى (صلى الله عليه وسلم) فى المدينة لوجدنا أنها كانت دولة مدنية من الطراز الأول وأية ذلك أن النبى (صلى الله عليه وسلم) كان يستطيع عندما أسس دولة المدينة أن يحكم بإعتباره رسول الله ولكنه لم يفعل ذلك وحكم الدولة بإعتباره بشرا قد يوفق وقد لايوفق فهو فى حكمه (صلى الله عليه وسلم) فصل بين
الرسالة والنبوة وبين الحكم وهناك أدلة كثيرة على ذلك لايتسع المقام لسردها جميعا ولكنى أكتفى بذكر موقف واحد وهو عندما رأى النبى (صلى الله عليه وسلم) الناس فى المدينة يقوموا بتلقيح النخل فقال لهم لو لم تفعلوا لصلح وبالفعل استجابوا لرأى النبى (صلى الله عليه وسلم )ففسد النخل فقال لهم أنتم أعلم بشئون دنياكم ونفهم من ذلك أن هناك أمور لم ينزل بشأنها وحى ولكنها متروكة للخبرة والتجربة ونفهم من ذلك أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يحكم بمقتضى الوحى والرسالة ولكنه كان يحكم بناءً على الرأى والمشورة وقد يعدل عن رأيه إذا رأى أن هناك رأى أصوب وذلك فى أمور الحكم والدنيا وليس فى أمور الوحى بالطبع لأنه (صلى الله عليه وسلم) فى هذه الأمور لاينطق عن الهوى كما نص القرآن الكريم فالدولة الإسلامية بذلك دولة مدنية وليست دولة دينية ولم يعرف الإسلام بذلك ابداً الدولة الدينية بينما عرفتها أوروبا فى العصور الوسطى .
بل والأكثر من ذلك الدولة فى الإسلام إنما هى دولة كفاءات بمعنى أن الحق فيها يكون على أساس الكفاءة لا على أساس درجة التدين والإيمان.
وها هو النبى صلى الله عليه وسلم يولى عمرو بن العاص ولاية عمان وكان حديث العهد بالإسلام وكان هناك من الصحابة من يسبقه فى الدخول فى الإسلام.
هذه واحدة أما فيما يتعلق بالتخوف من الجماعات والتيارات الإسلامية فأنا أرى أنه لا داعى لهذا الخوف لأن الشعب المصرى شعب ذو معدن أصيل وقادر على أن يختار من يصلح من وجهة نظره ولن يستطيع أن يخدعه كائنا من كان فهو سوف يختار الأصلح والأقدر على تحقيق ورعاية مصلحة الشعب والوطن .
وأنا أريد أن أقول لكل المتخوفين أننا سيكون لدينا برلمان لمدة خمس سنوات ورئيس لمدة أربع سنوات ومن الممكن لو أساءنا الاختيار أن نغير اختيارنا من خلال الصندوق الانتخابى حتى ولو كان هذا الاختيار هو العفريت فالعفريت الذى يأتى عن طريق الصندوق نستطيع صرفه عن طريق الصندوق أيضاً أما عفريت الحزب الوطنى فلم نستطع صرفه إلا من خلال الثورة.
وفيما يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين وحزبها فنحن شئنا أم أبينا ويتفق معى من يتفق ويختلف معى من يختلف هى أكبر تجمع سياسى فى مصر  ولها تاريخ طويل فى العمل السياسى منذ 80 عام أو يزيد وهى من خلال قراءتى عنها وذلك من خلال الكتب المحايدة هى جماعة وسطية معتدلة وهى نموذج للفكر الإسلامى الوسطى.
ولكن ينبغى ملاحظة أنهم أولاً وأخيرًا ما هم إلا تجمع بشرى يعنى مجموعة من البشر فهم يخطئوا ويصيبوا فهم ليسوا ملائكة منزهين عن الخطأ .
وقد تصدر بعض الأخطاء الفردية فى الأقوال أو الأفعال عن البعض ممن ينتسبون إليها فلا ينبغى أن نعمم هذه الاخطاء على الجماعة ككل.
وأخيرًا وليس آخيرًا من حق أى فرد أو شخص أن يختلف مع فكر الإخوان أو أى جماعة إسلامية أخرى دون أن يكون كافرًا أو مرتدًا أو عدوًا للدين ولكن يجب علينا جميعاً أن نحترم الأخر فلكل رأى منطقه ولكل منطق منطق يرد عليه وكما قال الإمام الشافعى رأى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب.
ملحوظة :- أنا لست إخوانيا ولا أنتمى لأى حزب سياسى ولكنى أقول وجهة نظر متواضعة واقف من جميع الأحداث والأشخاص مسافة واحدة.

0 التعليقات

إرسال تعليق

إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية