بقلم/عبد السلام جابر
إن بعد الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف من خلق الله سيدنا محمد إمام المرسلين وسيد الأولين والآخرين وخاتم النبيين فلا نبى بعده وآله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فإننا نسمع كثيرا من الجدل الصاخب الذى يدور تلك الأيام خصوصا بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير عن مصري مصرنا الحبيبة هل ستسير فى طريق دولة دينية أم دولة مدنية.
وزادت حدة هذا الجدل بعد إعلان كثير من الجماعات الإسلامية عن نيتها فى دخول عالم السياسة وتكوين أحزاب سياسية فتخوف البعض من الناس أن تتحول مصر لدولة دينية نتيجة لذلك.
ولكنى أقول لهؤلاء هل تعلمون ما معنى الدولة الدينية؟
*معنى الدولة الدينية:
هى الدوة التى يحكمنا فيها رجال الدين أو رجال الفقه الإسلامى بمعنى ادق أو من يعتمد فى حكمه إلى نظرية الحق الإلهى.
ففى مثل هذه الدولة لا نستطيع أن نناقش الحاكم او نراجعه او نحاكمه فهو دائما على صواب ورأيه صحيح لا يحتمل المناقشة او التأويل او الظن.
ومن الجدير بالذكر ان الإسلام لا يعرف الدولة الدينية بالمعنى السابق,فالدولة فى الإسلام دولة مدنية تعرف المساواة بين الحاكم والمحكوم ويمكن ان نناقش او نراجع فى ظلها الحاكم فى كل صغيرة وكبيرة.إذن فالإسلام دولته دولة مدنية ديمقراطية لها مرجعيتها الإسلامية ينعم فى ظلها غير المسلم قبل المسلم بكامل حقوقه المدنية والسياسية والاجتماعية وإلى غير ذلك...
إذن فغير الميلم يعيش على أرض الدلوة الإسلامية حقوقه مكفولة وكرامته مصانة فله ما للمسلم وعليه ما على المسلم.
والتاريخ أثبت ان كرامة غير المسلم كانت مصانة فى ظل الدولة الإسلامية.
فهذا هو الخليفة(عمر بن الخطاب) رأس الدولة الغسلامية آنذاك يقتص من ابن الولى ( عمرو بن العاص) لصالح القبطى الذى جاءه يستغيث ثم ثال مقولته الخالدة:-
(بم استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا)
تلك هى الدولة المدنية ذات المرجعية الإسلامية التى ننشدها اليوم.
ومن ثم فالإسلام هو للمسلم دين يتدين به وشريعة يمتثل لوامرها وهو لغير المسلم ثقافة إذا اقتنع بها دخل فى الإسلام وإذا لم يقتنع فله دينه وله كامل حقوقه وحريته لا تمس ما دام انه يعيش على ارض الدولة المسلمة.
إذنفالدولة الإسلامية الحق هى دولة مدنية ديمقراطية أيا كان شكل هذه الديمقراطية , ديمقراطية رئاسية أو شبه رئاسية ام برلمانية بشرط أن تكون لها مرجعيتها الإسلامية فالدولة
ذات المرجعية الإسلامية ليست دولة دينية ولا ديكتاتورية ولا عسكرية.

0 التعليقات

إرسال تعليق

إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية