يواجه آلاف الصوماليين مصيرا مجهولا خلال الشهور الستة المقبلة نتيجة نفوق المواشي التي كانت تشكل أهم مصدر رزق لهم بسبب الجفاف والقطع الجائر للغطاء النباتي.
وقال المحلل الاقتصادي عبد الحكيم فارح إن “المواشي هلكت بسبب القحط، ويواجه أصحابها خطر الجوع، وقد يكون مصيرهم كمصير ثروتهم الحيوانية إذا لم يتم إسعافهم في الوقت والمكان المناسبين“.
وتحدث كاهية عبده حسن –وهو يمارس مهنة تربية الإبل- عن أثر الجفاف على المواشي دون استثناء، خاصة في ولاية باي جنوبي غربي الصومال.
ورغم أن الإبل من الحيوانات القادرة على تحمل الظمأ والجوع فإن الأزمة الناجمة عن الجفاف عصفت بها، الأمر الذي أدى إلى نفوقها في المناطق الأكثر تضررا بالجفاف في الصومال.
وأضاف كاهية “تهلك الإبل الآن مثل الأبقار، والغنم، وقد تواجه
البقية من الإبل نفس مصير الأبقار إذا لم تهطل الأمطار بكميات كافية في الخريف القادم”، مشيرا إلى أنه فقد نصف إبله بسبب القحط.
وتوقع كاهية نفوق الإبل بطريقة جماعية إذا لم تتغير الأوضاع خلال الأشهر الثلاثة القادمة.
الإبل أيضا من ضحايا الجفاف
غياب التخطيط
أما الأستاذ في العلوم الاجتماعية -قسم الجغرافيا- أحمد حسن، فقد تحدث عن فتك الجفاف بالمواشي عموما، قائلا “نفقت الأبقار بنسبة 80% والغنم 90% والماعز10% وبدأت الإبل تهلك في منطقة باي
“.
وفي هذا السياق أشار حسن إلى وقوع تغييرات جذرية في البيئة الرعوية الصومالية نتيجة اختفاء كثير من الغابات بعوامل بشرية، وقال “إن عمليات قطع الأشجار تجري على قدم وساق بحرية مطلقة، ودون مساءلة من أي جهة”، واصفا هذا السلوك بأنه تخريبي، ومروع في نفس الوقت، كما يهدد المراعي مستقبلا.
وعبر حسن عن خيبة أمله من غياب المؤسسات المعنية بوضع الخطط والإستراتيجيات الرامية إلى رعاية الثروة الحيوانية، وحماية الغابات من الهجمة الشرسة التي قال إنها منظمة، وبمشاركة التجار الصوماليين.
وتحدث أيضا عن غياب التخطيط لتوفير العشب للمواشي رغم وجود نهري شبيلي وجوبا اللذين يجريان طوال العام في الصومال.
أما الأسر المنتشرة في ضفاف نهري جوبا وشبيلي فهي المستفيدة فقط من خيرات النهرين، غير أن أغلبها تعتمد على وسائل تقليدية لا تسمح لها بإنتاج كميات كبيرة من الحبوب الزراعية، والخضراوات، والفواكه، والعشب للأبقار، والغنم.
الثروة الحيوانية هي العمود الفقري لاقتصاد الصومال
مستقبل غامض
ويتنافس التجار الصوماليون في الوقت الحالي على شراء الإبل من الأسواق المحلية، ومن ثم تصديرها إلى العاصمة مقديشو، وكينيا
.
وفي هذا الصدد يشير التاجر زياد محمد عبد الله إلى تزايد الطلب على الإبل من قبل أصحاب المطاعم في مختلف ولايات البلاد خاصة مقديشو.
وذكر زياد أن نفوق المواشي أدى إلى ضعف الإقبال على شراء الإناث من الإبل التي يعتمد عليها في التناسل، خاصة إثر هلاك الأبقار والغنم جراء الجفاف. وقال “إن مستقبل المواشي عموما يكتنفه الغموض بسبب القحط“.
وكشفت إحصائية أجرتها الحكومة الصومالية عام 1986 أن أعداد الثروة الحيوانية تقدر بحوالي 45 مليون رأس من المواشي، منها تسعة ملايين رأس من الغنم، و15 مليونا من الماعز، و6.7 ملايين رأس من الإبل، وحوالى ثلاثة ملايين رأس من البقر بالإضافة إلى أعداد لا بأس بها من الخيول والبغال والحمير.
وتعد الثروة الحيوانية العمود الفقري لاقتصاد البلاد، إذ إن 85% من مجمل السكان يقيمون في البادية، بينما تعتمد نسبة 90% على الإنتاج الحيواني من المواشي.
وبرغم ارتباط حياة غالبية الصوماليين بالمواشي فإنه لا توجد جهة رسمية أو أهلية تنشط في مجال الثروة الحيوانية مع أهميتها الإستراتيجية وقيمتها التجارية، وهو ما يهدد حياة آلاف الصوماليين، وفق رأي المحلل الاقتصادي عبد الحكيم فارح.
 المصدر : بوابة مباشر

0 التعليقات

إرسال تعليق

إذا كنُّا قدمنا لك الفائدة من خلال الموضوع المعروض لا تنس وضع تعليقك ورجاءً عدم وضع روابط إعلانية